Friday, November 20, 2009

بيان ما يطلب في ذي الحجة المحرم

اعلم : أن شهر ذي الْحجة شهر معظم حرام ، وفيه الْحج الذي هو ركن من أركان الإسلام ، شهر مُعظمة حرماته ، موفورة خيراته تستجاب فيه الدعوات ، وتقضى الْحاجات ، وفيه الليالي التِي أقسم الله تعالى بِها في كتابه الكريم بقوله : ﴿ والفجر وليالٍ عشر ﴾ فياله من قَسَم عظيم ؛ واختلفوا في المراد بالفجر وبالعشر ، فقيل : المراد بالفجر فجر كل يوم ، واقتصر عليه الْجلال السيوطي رحِمه الله تعالى في تفسيره ، أو فجر أول يوم من الْمحرم لأنه تتفجر منه السنة ، أو فجر أول يوم النحر لأن فيه أكثر مناسك الْحج وفيه القربات ، أو فجر أول يوم من ذي الْحجة لأنه قرن به الليالي العشر ، أو فجر يوم عرفة وهذا قول الأكثر . والمراد بالليالي العشر : عشر ذي الْحجة ؛ وعليه اقتصر الْحافظ السيوطي رحِمه الله تعالى في تفسيره . وقيل : هي العشر الأواخر من رمضان وقيل : العشر الأول من الْمحرم . وإنَّما قال : ﴿ وليالٍ عشر ﴾ بالتنكير لأنَّها أفضل ليالي السنة ، قال الْحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي الشافعي في رسالة له في فضائل عشر ذي الْحجة : والقول الأول قول الأكثر ، وهو أنه عشر ذي الْحجة ، وهو المشهور الصحيح ، ثم سرد أحاديث استدل بِها على ذلك ، إلى أن قال : والأكثرون على أن الفجر فجر يوم عرفة والعشر عشر ذي الْحجة كما تقدم . وقال أبو عثمان : كانوا يفضلون ثلاث عشرات العشر الأول من ذي الْحجة ، والعشر الأول من الْمحرم ، والعشر الأواخر من رمضان . والأخبار مشعرة بتفضيل عشر ذي الْحجة على العَشرين المذكورين ، لأن فيه يوم التروية ، ويوم عرفة ويوم النحر . وفي حديث : ما من أيام أفضل عند الله من عشر ذي الْحجة ، ولا ليالٍ أفضل من ليالِهن ، وهو خاتم الأشهر المعلومات الْمذكورة في قوله تعالى :﴿ الْحج أشهر معلومات ﴾ وهي : شوال ، وذو القعدة ، وعشر ذي الْحجة . وبعضهم أخرج منه يوم النحر ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ما من أيام أفضل عند الله تعالى من هذه الأيام أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير ، فإنَّها أيام تَهليل وتكبير وذكر الله عز وجل ، وأن صيام يوم فيها يعدل صيام سنة والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ؛ إلى غير ذلك من الأحاديث في مثل ذلك ، ثم قال : وجاء أنه يستجاب في هذه العشر الدعاء ؛ كما روي عن أبي موسى الأشعري  : أن الأيام المعلومات هي تسع ذي الْحجة غير يوم النحر ، وأنه لا يُرد فيهن الدعاء ؛ وكيف يُرد فيهن الدعاء وفيهن يوم عرفة الذي روي أنه أفضل أيام الدنيا ؛ فيما أخرجه ابن حِبان في صحيحه من حديث جابر  مرفوعاً . انتهى باختصار .
هذا : ولنذكر ما اطلعنا عليه من التهليل والأدعية في ذي الْحجة فنقول : رأيت بِخط بعض الأفاضل أنه يُطلب أن يُقرأ كل يوم من عشر ذي الْحجة عشر مرات : ( لا إله إلا الله عدد الليالي والدهور . لا إله إلا الله عدد الأيام والشهور . لا إله إلا الله عدد أمواج البحور . لا إله إلا الله عدد أضعاف الأجور . لا إله إلا الله عدد القطر والمطر . لا إله إلا الله عدد أوراق الشجر . لا إله إلا الله عدد الشعر والوبر . لا إله إلا الله عدد الرمل والْحجر . لا إله إلا الله عدد الزهر والثمر . لا إله إلا الله عدد أنفاس البشر . لا إله إلا الله عدد لَمحِ العيون . لا إله إلا الله عدد ما كان وما يكون . لا إله إلا الله تعالى عما يشركون . لا إله إلا الله خير مِما يَجمعون . لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس . لا إله إلا الله في الصبح إذا تنفس . لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري والصخور . لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم ينفخ في الصور . لا إله إلا الله عدد خلقه أجْمعين . لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم الدين ) . انتهى .
ولا رأيت ذلك الفاضل عزاه أو أسنده إلى أحد ؛ بل قال : إن له فضائل كثيرة . ثم رأيت العلامة الونائي رحِمه الله تعالى قال في رسالته : روى الطبراني رحِمه الله تعالى في مُعجمه الكبير عن النبي  أنه قال : (( من قال في عشر ذي الْحجة كل يوم عشر مرات : لا إله إلا الله عدد الدهور . لا إله إلا الله عدد أمواج البحور . لا إله إلا الله عدد النبات والشجر . لا إله إلا الله عدد القطر والمطر . لا إله إلا الله عدد لمح العيون . لا إله إلا الله خير مِما يَجمعون . لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم يُنفخ في الصور . غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )) . انتهى .
قلت : الأحسن أن يقرأ كل منهما على حدته عشر مرات ؛ فإنه ربَما يكون الأول مروياً أيضاً فيجمع بين الروايتين . وإذا أراد أن يقتصر فليقتصر على الأخير لأنه الوارد بيقين .
ومِما وجدته أيضاً من الأدعية في العشر هذا الدعاء ، وهو ما نقلته من خط بعض الصالِحين أنه قال : روي عن العلامة الشيخ الْحطاب المكي المالكي رحِمه الله تعالى ونفع به قال : يُطلب أن يكرره الإنسان كل يوم ما تيسر من غير ضبط عدد مُعيَّن في عشر ذي الْحجة إلى يوم النحر لقضاء الدَين ؛ وهو هذا :
اللهم فرجك القريب اللهم سترك الْحصين اللهم معروفك القديم اللهم عوائدك الْحسنة اللهم عطاك الْحسن الْجميل ، يا قديم الإحسان إحسانك القديم ، يا دائم المعروف معروفك الدائم . انتهى .
ثم رأيت هذا بعينه منسوباً للعلامة المذكور في كتاب ( الإصابة في مَحلات الإجابة ) . وذكر العلامة الشريف ماء العينين في ( نعت البدايات وتوصيف النهايات ) : أن مِما يفيد في العام كلمات يكثر منها في عشر ذي الْحجة قال : أعطانيها شيخنا  وأرضاه ، ووجدت في بعض الكتب : أن رسول الله  كان يُعلمها لِخواص أصحابـه ، وهي : (( حسبي الله وكفى ، سَمع الله لمن دعا ، ليس وراءه منتهى ، من توكل على الله كُفي ، ومن اعتصم بالله نَجا )) انتهى .

Teruskan membaca..

  © Blogger template 'Personal Blog' by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP